يا الرّب…….

يا الرّب…….

لم أقرأ موضوعا هزني منذ عشرات الايام كمقال احميدة العياشي .الذي نشره تعبيرا على موت الصحفي محمد تاملت :

….إلى صمت مقيت يا “الرّب “

……لقد مات محمد تامالت في لامبالاة الغالبية من الصحفيين والصحفيات يا “الرّب ”         إلى أخر المقال….

صوّرَ حُرقته بدِقة جُرحٍ لا يقوى على خِياطته ولا على علاجه أشهر الحكماء. نعم بحُرقةِ ووهجِ جهنم ،بالويل وبالقيح،..تقيأَ احميدة عياشي خنقته ولفظها دون مراوغة ،عبّرَ بصدق من القلب ومن غير حدود ولا سجعٍ ولا تنميق، لم ينسخ كلام المعبرِين ولم يستعِرْمن أخر ما خطه قلمه ،بل تكلم بلسان المحروقين ،بلسان المقهورين، بلسان من حرقوا جلودهم ،بلسان من شربوا ماء جافيل و الماء “القاطع” لينتحروا ،بلسان من يقبعون ظلما بالسجون ،بلسان من فُقِعَت عينه لأنه لا يملك الدينار الجزائري البخيس الرخيس ،بلسان من يريدون “والله غالب عليهم”.

كتب احميدة العياشي ما لم يستطع أشباه الصحفيين أن يكتبوه ،عبَّر تماما كما تبكي مرثية إبناً  ابتلعته مياه البحرر الابيض المتوسط بتعبيرنا المحلي نقول “شَدْ نيفه” أي أمسك أنفه وناح وبكى ،هي حالة تفريغ يقوم فيها الجريح المتألم بتعداد مأثر الميت ..

تبكي المرأة  كبِدَهَا فتتكلم بوجع يسحق سنيسن التكتم ،

اللذين يخبطون الارض والجدران بأيديهم ويوقولون “يالرّب “يبكون ويتكلمون في نفس الوقت بكل قوة بكل جرأة ،بكل أسى وكأنها أخر مرة.

“حينما مات ابي لم ابكي وبقيت أرددُ في دواخلي ما قاله العياشي “يا الرّب مات أبي “

ملاحظة : انطقو اللفظة كما تنطقوها عندما يفوت الأوان

ورحم الله الصحفي محمد تاملت

زهرة مبارك