نعمة السوداني في قراءة فنية للطوفان في نوحه الأخير لماجد مطرود

التوتر العاطفي  بين البوح وغربة الروح ..

 
شاعر كتب  المكان بطقوس الألم , بشاعرية مبلولة بالقلق والانفعالات ووجدانية روح مستلبة..
زوايا متعددة وكثيرة حملت خفايا هذه الصور الشعرية كأنّها حكايات مرت سريعا خطفت الحلم وراحت تنهال علينا باوجاع واقعية تمس شغاف القلب والوجدان. من الأهمية بمكان ان نقرء ونسمع أو نكتب ونحن ازاء مجموعة شعرية ليست سهلة حاورت الواقع بتفاصيله واوجاعه من خلال تناصاتها الشعرية المحكومة بالعلامات والرموز التاريخية التي لها حضورا فاعلا في ذاكرتنا الجمعية عبر ماهو مرئي وسمعي,اضافة لما يحمله واقعنا من تناقضات حادة ما بين اليأس والامل والنور والظلام.
مجموعة شعرية انتصرفيها الفضاء الجمالي وتمثّل باوسع ابوابه وبرزت فيها الشعرية بادق تفاصيلها اضافة الى الاختزال المحكوم بالتكثيف والتجريد مما منح انزياحا لغويا كبيرا وهبنا مساحة واسعة للتفكير والتأويل والسؤال.
أنّ نصوص هذه المجموعة الشعرية الصعبة للشاعر المنفي ماجد مطرود فيها من التوهج والاتقاد المثير الذي نتلمسه من خلال الاسئلة الصادمة في خطابه الشعري على مستوى المضمون الفكري والشكل الذي يبثه عبر عتباتٍ يمكن لنا ان نسميها (عتبات النص) التي تدخل في اطار الصراع (الدراماتيكي) المؤثر والذي نتحسسه في كل جملة شعرية او صورة رسمها بدقة متناهية وكأنه ينسج من خيوط ذهبية ملونة لذا نجد عند مدخل كل نص (عتبة) يكون فيها الزمن شاقولي لا حاضر فيه ولا ماض
كما ينبهنا هو في مقدمة المجموعة بان الاحداث متداخلة بريقها كلام الله وانطفاؤها هذا القلم