mouton blanc noir
لنختار أصدقاء نليق بهم، أو أعداء يليقون بنا

تفتتح يومك بالكثير من طلبات الصداقة، أكثرها لا تعرفه، ولا يشبهك ولن تحصل منه على متعة أو فائدة: تجار يعرضون سلعا، مجاهدون في معارك الفيس بوك، طائفيون بلا خجل، متدينون يصلّون ويبتهلون في محراب الفيس بوك، مهووسون بصور الجميلات، مدربو تنمية بشرية يقولون مالا يفهمون، سياسيون ينظمون حملات انتخابية، مخبرون، وصفحات خالية تفوح منها رائحة التلصص أو الجهل.
وكم حدث أن حذفت كل المعرفات التي لا تمثلك، ولكن الجديد يغزوك يوميا، وتضطر أن تختبر كل صفحة لتعرف الطارق لتفتح له أم تتوارى خلف بابك من زائر غير مرحب به.
للأسف هذه فخاخ المكان التي تربكك بصفاقتها وتبعدك عن جماليات ما تبحث عنه هنا من عمق معرفي وثقافة إنسانية محضة، وتتبع بعض الأقلام الجادة التي تثق بها، وتدخلك في مساءلة الجدوى من هذا العبث الكوني، وإلى متى يستمر هذا الخراب النوعي في العقول، متى نفهم ونعي جدوى الأشياء من حولنا، متى ننضج وعيا وفكرا وروحا، ونعرف أن السعادة والمتعة فيما نحب، وأن الفائدة فيما نريد أن نعرف، فنبحث عن قيمة لأنفسنا بعيدا عن العبث والمراهقة الكونية.
وأن علاقاتنا حتى الرقمية منها عليها أن تكون ذات جدوى ضمن حيز مجالنا أو اهتماماتنا، وضمن مبدأ المتعة أو الفائدة فقط.
وبصراحة تامة لا تخلو من صرامة لن أقبل طلبات الصداقة إلا ممن يشاطرني الاهتمامات المعرفية والثقافية في أي مجال إنساني ليضيف لي شيئا. أو ممن أعرفهم شخصيا. هذا ناهيك عن رفض كل المعرفات الوهمية والأسماء المستعارة مهما كانت الصفحات ناضجة ومغرية، فالأقنعة لا تمثل صاحبها، وبالتالي فهي ليست أهلا للثقة.
أقول هذا كي لا يتعب أحدهم نفسه في إرسال الطلبات
وكم أتمنى من السيد مارك إضافة خيار من يستطيع أن يبحث عني، أو يرسل لي طلبات الصداقة ( لا أحد أو أنا فقط) لنختار أصدقاء نليق بهم، أو أعداء يليقون بنا.

فاطمة الشيدي