عن اللهجات التي أصبحت تُهَدِدُ أمننا اللغوي سأتحدث…زهرة مبارك

واش يخصها كلمات قاسم شيخاوي الشاعر الجميل لو أستعملها كرسالة لإيصال ما أريد لمحبوبتي
“مريم رسلتلي تعاتب وتلوم …واعُمْرْ الحُب اِيلاَ حْلاَ من دون عتاب”
أنا أحب لهجتي لأنها لهجة أمي أحب لفظة “اما” على MAMI و”ابا” على PAPI أحب لهجتي لأنها مني لأنني أنتمي إليها.. لأنها من شوارعي وعليها كبرت، يا قلبي يا حناني، توحشتك، صباح الربح،….وحمامة جات لعندي تتقمرد.. وعزوني يا ناس
عن اللهجات التي أصبحت تُهَدِدُ أمننا اللغوي سأتحدث،
ألا تلاحظون يا قوم ما يحدث ،هل تنتبهون أن أزمة اللسان الجزائري تجاوزت اللغات يعني تجاوزت إن كنا نلثغ بالعربية أو الفرنسية وأصبحت اللهجة السورية واللبنانية تجتاح اللسان بالوسط المدرسي والعائلي
اعترف ولا أنكر أنا استعمل لفظة أو خلينا جملة “صباحوا كيفوا الحلو” لكن لا يعني هذا أنني أجري محادثة لساعات وأنا أتكلم بالسوري أو اللبناني
ايه نعم تلك اللهجات يراها مستعملها”طبعا من غير أصحابها الحقيقيين أشقائنا السوريين واللبنانين “مقنعة لا ومزوقة وقريبة من القلب وسهلة وممتعة ومغرية، يعني حينما تتحدث مع الآخر بها ينصت ينتبه لأنها مختلفة ولأنها من التعبير اليومي لسلسلة مسلسلات تعلق بها وتُذكِره بإبطالها فيجد المتحدث والمتلقي مبررا في استعمالها وبالتالي هجر اللهجة الأم.
غريب انه اصبح كل شيء ينتجه الحقل الجزائري نراه قاسيا وباردا ولا نثق به بدأ بعاداتنا وتقاليدنا مرورا بحملة استهلك جزاري
الطفل حينما تنبهه للخطأ بلهجة غير الجزائرية أصبح يفهم ويتفهم
لماذا هذا التنكر لماذا المغربي فرض لهجته القريبة من لهجتنا في الخليج ولم ينسلخ عن لهجته ؟
لماذا اللبناني لا يدخل في معرض أحاديثه اللهجة المصرية والعكس ؟
المسألة يا سادة لا تتوقف عند اللهجة بل حتى في الإشارات ولغة الجسد
نعم من حق الكل أن يتكلم بالأسلوب الذي يراه مناسباً لكن أن نرى أطفالنا يقلدون أبطال الأفلام والمسلسلات المدبلجة في حديثهم فهنا يجب أن ندق ناقوس الخطر على أمننا اللغوي .
الإستراتيجية تتعدى مسالة الترويج لمسلسل بل أكثر ،إنها تضرب حقول ومجالات خطيرة ،إنها تضرب لسان الشعب والبلد الذي يكفيه تنازع التيارات الإيديولوجية بين اللغات الرسمية والمستعملة.
لسانك ولساني ولسانها هو لسان الأمة هو من القيم التي يجب أن نطورها لا أن نمحيها
ألستم منتبهين بأننا لا نجيد لغة واحدة سليمة بمعنى التمكن منها بل لساننا خليط من اللغات ،نتكلم بالعربية والانجليزية والفرنسية وبمختلف اللهجات في محادثاتنا .
والأكثر هناك فجوة بين ما نكتب ونلثغ تجده يتكلم بالفرنسية لكنه يرتكب اخطاءا فادحة في الكتابة والحديث قياس حتى على اللغة العربية
و يا ويلي ان صرنا بفعل الاحتكاك مع مختلف النازخين الى الجزائر نتكلم لهجات مالي ونيجيريا

لا تقولون أنني متخلفة فانا مع التفتح على اللغات ومع أن نتعلم اللغات الحية التي ترفع المجتمع من التخلف اللغوي الذي يعيشه لكن خليكم جزايرين …………………………….زهرة مبارك