فينوس فايق _ سلوى لميس مسعي
على سرير المثال : فينوس فائق – مسعي سلوى لميس

على سرير المثال…. ويليه  شغف الدهشة الاولى
 
على سرير المثال

أنت يا شفتي مقبرة .
يا كلام الشوق تخبأ
في ابط السهو
خف قليلا من لعنة الوصل
كيف أواجه الصباح بظفيرة ثكلى بالأحلام،
والمدن الحزينة تنام على الجمر وتصحو على حطام
الذاكرة.
حبيبي…
كأنك طيفه المملوء برغوة اللهفة
الممتد في حنانه
سميتك حبيبي
رجوت الليل أن لا يشعل مصابيحه
لأغفو قليلا في قيلولة العمر  .
أهذا كل ما بقي
أن تصير ضبابا وأراك من خلف النافذة.
منذ عمر وأنا أقف مثل فراشة ليل هنا
محدقة في فراغ المصابيح ،ا

حبيبي..
كيف أخرجها من الروح
ممبحوحة كمشنقة.
حبيبي..
كيف تفيض بها المعاني وتجر الحمام
الى وكرها ..
حبيبي..
لنجالس معا كأس شاي
ونروي له ما فعل بنا الغياب
وعكر صفو الحذاء..
حبيبي..
قل بعدها للمرايا
رئيني  ان استطعتي “وجوهي المنكسرة”.
 لست إذن هنا
ماذا افعل بالوقت
هل أمضغه فيصير علكة
أم حلزون يضيق به الشفق فيلتصق .
أنت يا عيني زيتونة عطشى، لسواد رؤى الفجر
وخلفي هبوب الفصول
شبح بري لا يخشى من النور
برجه الماء لا يفنى   
كلما حدقت في الليل
صهل حصان في بؤر الشوق
هو يعرف ما تحمل الريح من وحشة
حبيبي
تقول الجبال :
لا متسع لقدميك كي تعبر هذي الجبال
وقد منحتك كل اخضرارها
لك أن تغني الآن كطفل ضيع خطواته
مع رنين البراميل
في طريقه الى النبع بلا بوصلة  
 حبيبي ..
 من غير مجرى الساقية
من أشعلك تحرق قيلولة الرعاة
بلا شفقة ..
حبيبي..
عطرك مظلة
 الفجر يزيله عن غطائي
يعبؤه في صناديق  مظلمة.  
على سرير المثال
جسدك أحجية المناديل
كنت قد غسلت أحرفها بالحبر
مددت يدي كي أشيع سكرته الأخيرة
الى حيث فاجعتي بحدود الخرائط
وجدتك يا قلمي مقصلة
وجدتك يا جرحي لا تتوب
حبيبي..
أيك انهيار:
جبل تريث في الصعود الى القمة
تراب ينتظر اغواء النبع..
كأنما أنت والجسدان تلتقيان عند الجسد
كأنما تتوحدان في رغبة كي يجيئ الولد..
لا الأرض رحم ولا سلم أعجزه
بل غبطة الفراغ بأماسي الغياب
تلك العشيات المازحات من الوقت في راحة الحضور
أمدها للسماء تغسلها بملح الطفولة
من جوعك.
حبيبي..
الوسائد المفروشة وحدها أيقضتني
شعر عنزة الجبل يربت على جرحي
– سيري بلا خوف لن تضيع الطريق الى وجهة الخير ،والذي في المسافات عذاب الطريق اليها أو خدش الإنتظار.
إذن مالذي بقي كي يصير كفي مرآته ،وتصير معانقة الجرح أنسته، شايه المر الحميم كفستانها ..
مالذي بقي للحمامة من سحب تداعبها في السماء.
هل أصدقك وجئت في زمن الجوع ، سقطت ألفين مرة ميتة وقد غسلوني بلا ملل ، بلا توبة من ريحك يا حداد..
وجدتك تعاتب الأبواب ،تفك شراك العناكب عنها ترى إن زرعت المفاتيح في كل واد أتسلم من عمرك المتأخر، عمرك الهارب من أسطورة كطفل داعب نهد ثم إلتهب..
وجدتك تكرر ما قاله شهريار لفانوسها الفجري إذ يدلع بياضه في عتمة من تحت برد رعشتها.
وجدتك  كأنك تشيع العمر الى الآخرة .
بلا موعد ..أو موعظة.

شغف الدهشة الأولى
-1-
قلبي من نسل الطيور
من كردستان جئت أنثر شعري
من على جناح الريح
-2-
بقلبي ذاكرة بيضاء
و ما زلت أبحث عن لوعة تليق بالمكان
-3-
عبرت مدنا من الخطايا
و بلدان من الرذائل
و لم أحظ بعد بالإختيار
-4-
عنوة تعود الطفولة إلى ذهني
تساومني على قدرتي
على إكتشاف ما يشبه عبق الكلمة
في قعر فكرة جنونية
تشب في نبض نصي
-5-
أتحایل على بياض الورقة
و ما يشبه الصلاة
و أنا أراقص الفكرة
و أراوغ ظلي
فأعيد صياغة إنسلاخي
من زيف الرؤية
و خدعة الضياء.

-6-أتوحد فيك
و أرتمي بتزهدي
على جناح السؤال
هل أنا…. أم أنا…… أم أنني….؟
فطفولتي لم تزل تراوغ ب
بين الممكن و المحال
و دهشتي في حضور زرقة البحر
و إبتهاجي بفكرة الموت المؤجل
-7-
تشتعل فكرة الوطن
و فكرة الألوهة
و فكرة الحضور
بين أكوام من الكلمات
تبحث عن معانيها
وسط ظلال تتنكر لأجسادها
-8-
الفرح، ليس بالبدعة الأمثل
حين تهديني شتاءاً
بمذاق خيبة
إنما الشغف الأول بالمكان
تليق به بكارة أصابعي
فيؤمكنني بهاء عنابة
و يمر بي صيت قسنطينة
فأتحول إلى عاهرة قديسة
من زمن أوغسطين
كلما تمر من أمام المرآة تستوقفها براءة المعنى.

-9-
هكذا، أنزع عني الوطن
و أمزق أصوات المآذن
و ألبس على جلدي
جنون الدراويش و
سكرة المعربدين
و أدخل المرآة
و أسير في طرقات
تتقن فنون الفرح ببذخ
فيلتقي شرقي بغربي
في قصيدة زمردية
-10-
يخترقني المكان
و يلطخني ببياض أزرق
فتستوقفني الحكاية بتوقيت عشق
من أصل روماني
و نسل فينيقي
و دم جزائري
فأكتفي بذهولي
و أختلق لحضوري معنى
في عرس ليس بعرس
في زمن الدهشة العتيقة
-11-
أحتاج إلى نكبة
لأصحوا من غرقي

و أستقبل العشق
بسخاوة الفاجرات
و الصعاليك المنقرضين
فألم ترياق غربتي
من رائحة قهوة بلون العبث
و أنا أمر بشرفتك الفيروزية
-12-
أكتبني للمرة الأخيرة
و أدسني في جيب قرش
و أقيم في فكرة أسطورية
لأللا يستوقفني الموت
تحت جناح الرحيل

______________
فينوس فائق – مسعي سلوى لميس.