وليد علاء الدين
طق .. تك.. طق : وليد علاء الدين

 

يستدعي الكائنُ ..
ثلج الصفحة
ثم يراود جُرم الـ keyboard
ينغزها ..
فــ تـــ..تكـ تك
أصواتاً تستلهم أفكاراً…
تكتكة اللوح (الكي بوردي) ..
طقطقة الذهن
بلا معنى ..
إلا أنهما
نحت للصوت
الـ(تك) صوت المفتاح يقابل صفعة اصبعه
وفق قوانين الـ (أنتوماتوبيا)
والـ(طق) صوت مفترض
لاستقبال العقل لفكرته ..

طق.. يستلهم العقل الفكرة من هذا الكائن القابع بداخله (الضمير، الأنا الداخلية، العقل الباطن.. الشيطان، بذرة الآلهة، اللاشيء..
طق.. يرسل الغامض إلى قشرة المخ، طق .. تنطلق إلى الفضاء المحيط ، طق .. تلتقط الأذنُ الخرافية العابدةَ ما يبثه الغامض، تك..
يضرب الاصبعُ المفتاحَ، تتبعثر الأحرف على ثلج الصفحة الافتراضية، يتسرب دفء من ثقب كوني…، يقرأ الكائنُ، يعترض
الهباء  … ) أياً كان اسمه، ذلك الغامض المشاكس العابث، المتفرد في نقطته الغامضة.
طق.. يرسل الغامضُ رفضَه، طق.. تلتقط الأذنُ السحريةُ، تك.. يضرب الاصبعُ المفتاحَ، ويكون المحو..
الغامضُ، ترتجف القشرة الداخلية (لها صوت .. ولا أذن تسمعه)
طق.. ينفعل الغامضُ، طق.. تلتقط الأذن الممسوسة انفعاله
طق تك طق تك طق تك طق
تحتدم المعركة …
طق.. يقول الغامض: ثيراناً تخور وتدوس بأقدامها عشباً قدسياً …
تك تك تك تك تك … ترتسم الثيران على مسطح من العشب..
طق.. تلتقط الأذن الماهرةُ الصورةَ ..
طق.. تتحول الصورة إلى أحرف..
طق.. تركض الأحرف عبر الأعصاب .. تنفر
طق.. يعترض الغامضُ في كينونته..
طق.. تجتهد الأذن الماجنة  لتعرف سر الرفض: اللون، العمق…البعد، الجوهر،
تباً.. المظهر… !!!
طق طق طق طق ..
ينفعل العلوي الغامض
طق .. تجتهد الأذنُ
تتمدد تصبح بوقاً
تتحسس سر الرفض: السرعة، الدفء، البرد، طول العشب، لون الثيران؟؟ تباً طول الذيل؟؟
طق طق طق طق طق طق ..
اللعنة … غضبُ الجواني الغامضُ مرعبْ…
تك تك تك تك تك تك تتكتكتكتكك تك تكت تكت تتتتتك تك ..
محوٌ محوٌ  محوٌ
طق طق طق ..
طق طق طق طق طق ططططططق ..طقققققق…
تك تك تكتك تك  هذا فعل آخر .. ينتبه الكائنُ
يدّخر المشهدَ في ذاكرة الحاسوب ..
الغامض منفعل.. يكره أية ذاكرة أخرى ..
الجواني السري الغامض يتجيش للغزو ..
طق طق ططططقططقطق ..طق..
العلوي الكلي الواحدُ يتهيأ للمحو..
ينفعل الكائنُ ويحصن أحرفه ..
تك تك تتتتك تك تك ..  
تتتتتتتتتتك تك تكت تك تك تك تك تكت تتتتك تكككك تك تك
طق طق ططططططق أمر بالمحو
يجتهد ويكتب …
ينفعل الكائن: تباً..
يضغط زرّ الذاكرة فينفجر!