داعش الثقافة في حياته اليومية : عاشور فني

يتحدث في كل القضايا التي لاتورطه. لا يؤمن بالعمل ولا بالصراع ولا بالكفاح من اجل قضية لكنه يستعمل الحيلة وحسن الوسيلة. قبل أن يفكر في الهدف يفكر في الواسطة. ليس محايدا ولاموضوعيا ولا عقلانيا بل مغرض متسلط ضيق الأفق. لا يطيق النقاش في القضايا التي لا يفهمها فيعجل يالتدخل بالشتائم والسباب لإنهاء الموضوع. لايتبنى رأيا محددا في أو موضوع فقط يخفي رأسه في رمال الرأي العام المفلس: المهم ان لا يقول شيئا يحرج أحدا أو يعبر عن رأي حقيقي يكلفه الدفاع عنه فقدان مصالحه. لا يكلف نفسه التفكير بل هو أقرب إلى تحريم التفكير مادامت الفتاوى-الفقهية أو الإعلامية- لا فرق- تغطي معظم القضايا التي تطرح في وسائل الإعلام التي يتابعها معظم الناس. يكفيه ذلك مؤونة الكلام. مادام كل شيء قد قيل بطريقة لا تزعج العوام.
عندما يصادف أن يقرأ رأيا أو مقالا لأحد الأجانب- مهما كان تافها- يتحمس له كما لوكان هو صاحبه ويجعل منها مناسبة للحط من قيمة محاولات الزملاء والزميلات معتبرا انهم تافهون داعيا إياهم إلى الاهتمام بالقضايا الحقيقية- كما لوكانت قضايا الآخرين فقط هي الجديرة بالاهتمام. تجده ينبري لشتم من يحاول التفكير والاستهزاء به وبالقضايا التي يحاول إثارتها. لا بد أن تأتيه القضايا جاهزة من وراء البحر أومن قنوات الفتنة الليلية لتكون على مقاس تفكيره الداعشي.
منتهى اهتمامه أن يدافع عن البديهيات وكأنها معرضة للسرقة. يسهر على أن يكون الله ورسوله في مأمن تام وكأنهما في حمايته وتحت مسؤوليته الشخصية. اما قضايا البشر والشؤون العامة التي يناقشها كل البشر فلا تعنيه. أما مصالحه الشخصية فيستعين عليها بالسر والكتمان مستخدما كل الوسائل ومتوسلا كل الأساليب. لايبالي بالقيم ولا الأسلوب. تهمه الغايات فقط. ثم يعمل على محوها بالدعوات والتدين الكاذب والوسطية المفيدة: لا يقف مع االراعي ولا يجوع الذيب. لا يقف مع الحق ولا يجهر برأي ضده.
هؤلاء هواركان الدولة الداعشية المفروضة في الواقع منذ زمان وهي في انتظارمقدم الخليفة البغدادي أو الشماي لاستلام الحكم.
لميعد يكفي نقد السياسة ولا تظام الفساد ولا نقد الفكر والثقافة والفن والآداب. لابد من نقد الحياة اليومية

بقلم الدكتور : عاشور فني