المبدع نعمة السوداني
تيمم ، شعر : نعمة السوداني من هولندة

تيمم

كم هو جميلٌ أنْ  نقيمَ الصلاةَ في محرابِ الوطن
 كمْ هو مؤلمٌ ونحنُ نراهُ على حافةِ الريحِ

تيمم

في الفرضِ الأولِ ..
تيمَّمَ للصلاةِ .. شطرَ وجهَه صوبَ الوطنِ الحرامِ
ركعَ على علامةِ استفهامٍ بفمٍ فقدَ لسانَهُ, وكبّرَ بالهذيان .

في الفرضِ الثاني ..
تيمَّمَ بالموتِ  طريدةً بللّها الجوعُ والعطشُ .

ثم تيمَّمَ بكلماتٍ وحباتِ قمحٍ غرستْ بدمهِ فأوردتْ كلُّ السنابل ..

بين الفرضِ والفرضِ ..
رأى الوطنَ بلا تفاصيلَ نائماً على حافةِ الريحِ .

ثم نوى .. وتيمَّمَ بغبارِ الموتى
كان يلوكُ الهمَّ بلسانهِ والكلماتُ  همٌّ ..  والصلاةُ صبرٌ
يبسملُ بالهمِ  .. وبقايا الشهادةِ على أجسادٍ متناثرةٍ  .

ثمَّ توضأَ الهمسَ والسمعَ والبصرَ واللمسَ
كلّ حواسِه … صوبَ وطنٍ .
وطنٌ يتكئُ على حافةِ الريحِ كحائطٍ خاوٍ .

قلبهُ يخفقُ .. حينما تدنو مواسمُ حصادِ البكاءِ
الخبزُ والناسُ عراةٌ .. الأرضُ تلتحفُ أشباحاً حافيةً
دجلة عطشى تصرخُ فاغرةً
صلاتُه غفلته … فأصبحَ منَ الساهين

تيمم ، شعر : نعمة السوداني ناقد ، فنان مسرحي وشاعر عراقي مقيم في هولندة