تبا للذكورة في غياب الرجولة

تبا للذكورة في غياب الرجولة!
قال لي إنه ليس بخير، ولما سألته عن السبب ، أردف :
– مجتمعنا يحرمنا كثيرا من رغباتنا وجنوننا. تتكيف قارو يكفروك ،تخرج مع صاحبتك يزندقوك.
– لكن من هو “مجتمعنا” هذا ؟ أليس أنت وأنا وغيرنا ؟ ألست أنت جزء من هذا المجتمع، ولما يتعلق الأمر “برغباتك” ترى نفسك ضحية لهذا المجتمع كما تقول، لكن لو مثلا تعلق الأمر برغبات زوجتك أو أختك أو ابنتك أو ابنة عمك أو خالك وحتى ابنة جيرانك، والتي هي نفس رغباتك التي تدافع عنها الآن، ستتحول إلى جلاد بدل الضحية ؟
– أكيد نحن أنانيون بطريقة او باخرى.
– فلا داعي للشكوى من “مجتمع” لم نفعل شيئا لنغيره بدء بأنفسنا .
الرجل عندنا يحمل خطابين : خطاب الضحية لما يتعلق الأمر به هو ، وخطاب الجلاد لما يتعلق الأمر بالشق الآخر من المجتمع: أمّا كانت أو زوجة أو أختا أو حبيبة أو قريبة أو جارة حتى .
تصور مازال في مجتمعنا من يختار لابنته أو اخته نوعية دراستها الجامعية مثلا ويفرضها عليها ويحرمها من اختيارها على اساس ان الدراسة التي اختارتها حين تمارسها مستقبلا كمهنة “ما تخرجش” عليه ك”رجل “وتسيء لسمعته.
يخيّرها بين التنازل عن خيارها و حرمانها كليا من الجامعة فتخضع “المغبونه” !
معظم “الرجال ” يمنعون عن زوجاتهم مثلا الحديث في الفيس بوك مع اصدقاء وتحدث كارثة لو شربت زوجته قهوة مع زميلها في العمل وقت الاستراحة في كافتيريا المؤسسة أو أوضلها زميلها إلى البيت لكيفيها عناء المواصلات ، لكنه في المقابل يسمح لنفسه” بتوصيل” زميلته بسيارته والسهر في الدردشة مع كل نسوة العالم والخروج للتفسح مع مشاريع عشيقات … ولا يرى في ذلك حرجا مطلقا. أليس ذكرا ؟
باختصار الرجل العربي مهما تعلم ومهما تحصل على درجات وشهادات ومهما كان مثقفا يظل مزدوج الشخصية والخطاب.
– والمرأة ؟ أعرف منهن من تمنع عنه الحديث مع أي امراة وفي أول فرصة تبتعد عن البيت تبيت مع غيره.
– يا صديقي، إسأل أي “قحبة” عن السبب الذي جعلها تصبح كذلك تجد وراءها ظلم الرجل: أخيها، زوجها، أبيها… الخ. لا توجد “قحبة” بالفطرة اطلاقا. إنه فقط نوع من الانتقام من ظلم الرجل و”ذكورته ” .
– صحيح ، وممكن من خطأ لم يتقبله اهلها.
– و حتى ذلك ” الخطأ” لو وجد ، ألم يشاركها الرجل فيه ؟ لكنه يخرج منه كشعرة من العجين.
أو ليس “ذكرا” ؟
( بتصرف : من دردشة مع صديق هنا على الفيس بوك، أستسمحه على النشر نظرا لأهمية الموضوع في رأيي)