خالد بن صالح -علي البزاز
الفنار : خالد بن صالح -علي البزاز

أنتَ، يا من أصلحت الأماكنَ، تارةً  تُصلح البحر
وطوراً تتعهد الجبلَ بالحماية.

سانت أوغستين، لا يغفو، يغرق في بحر من النبيذ والنساء.
طبائعُه، تُشبه صفات الفنار.
جبلٌ في بحر، سيولةٌ في صخور، واقترابٌ في رحيل.
سانت أوغستين والفنار يحكمان العلوَ،
وهكذا، يحكمان المياه والصخور.

ثم تستدعي عينيّ اللتين كشمس المدينة
بعد يوم شاق في اختبار الحياة.
دهشةٌ  تتفاقم في داخلي، ولا تسكت

جسد يُعلنُ البحر
 مرجعية له.
جسد يتبنى الجبل أباً له
 فيصعد وعورة اللذة.
الصمت يتكدَّس على شواطئَ صغيرة
وفي غرفةٍ مؤقتة
الجدار، لا يحجبني، هو العارف وأنا نافذتُه.
 
الوجوه تطفو
على صفحات كتاب،
فأمشي إليها حافياً وظلالُ أفكار ترافقني
.
أرى كامو قادماً على دراجة من « وهران »
حياته يملؤها الغريب.

فكرة الجبل المعلّق والحب المعلّق، والبحر المعلّق،
هي « قسنطينة »
أنتِ، كريمةٌ في تصور الجسر.

سانت أوغستين والفنار، يُنصتان إلى شاعر يعاني التهجير
إلى بحر في قبضةِ مراكبه.
 
أهمس لهما والعالم من حولي مبلَّل بكِ.

أنتِ رصيف له، أنتِ  فكرة الانتقام من ماضيه.
أنتِ،
تعويضٌ للقصائد من صحارى تطلُّعاتها.
أنتِ قليلة،
ولديكِ حاضر كريم.

علي البزاز –  خالد بن صالح