الخنجر الذهبي الدولي ل : العائد إلى مونلوك للمخرج الجزائري محمد الزاوي

العائد إلى مونلوك : رحلة في أروقة الموت، هزة للذاكرة التي لم تنطفئ بعد، رؤوس على حافة المقصلة، خطى السجّان التي توحي بقرب الأجل و أصوات تنطق بالتشهد ونشيد قسما وتكبيرة السجناء في كل مرة يٌسحب أحدهم إلى المقصلة
مونلوك متحف بطعم الموت جدرانه لا زالت تتنفس الظلم، معلم تاريخي حفظ لكل من مروا به حكاياتهم وصورهم ومعاناتهم إلا معاناة بودينة ورفاقه، وتداول رؤوسهم على المقصلة لخصها في أربعة أسطر وعلقها على حافة جدار،،، عجيب كيف يتمادى اللاعدل في مونلوك إلى يومنا هذا
،العائد إلى مونلوك، هو عودة للتصالح مع الذات لتضميد جراح الذاكرة النازفة، لطي صفحة من الوجع أراد من خلالها مصطفى بودينة أن يختبر شجاعته ويدخل زنزانته أين حكم عليه بالإعدام إبان ثورة التحرير الجزائرية وقضى هناك أربع سنوات من المعاناة منتظرا دوره في المرور إلى المقصلة، هو كذلك عودة للوفاء بوعد الرفاق وتخليد ذكراهم وحفظ أسمائهم في هذا الصرح الظالم ، وهو كذلك صفعة في وجه العدالة الفرنسية ، وثغرة في تاريخها الذي تعمدت تزييفه وتلميعه كما تشاء مع أن الأدلة متراكمة والشهود لا يزالون على قيد الحياة

العائد إلى مونلوك : فلم وثائقي لمبدع عصامي هو الإعلامي محمد الزاوي ، رجل آمن بقضية مصطفى بودينة فصور وأبدع ، ولم ينتظر مساعدة أحد، فلمه الذي لم يعرض في فرنسا رشح لعدة مسابقات دولية ونال عدة جوائز أهمها : جائزة “الخنجر

الذهبي” في مهرجان مسقط السينمائي الدولي (عمان) كما نال الجائزة الأولى في أيام الشريط الوثائقي بمدينة مستغانم في دورة ديسمبر 2013 ، و شارك هذا الفلم التسجيلي في أربع مسابقات دولية

محمد الزاوي أنجز كذلك فلمه “للراحل كلام آخر”الذي يحكي عن الأديب الجزائري الراحل الطاهر وطار,كما له مشاريع أخرى متنوعة أهمها الفيلم الذي يعده عن شخصية والده ودوره المهم ومساهماته في التوسط لحل الأزمات في مدينته