فاطمة الزهراء بنيس
و كتبتُ سرابي، فاطمة الزهراء بنيس في غرناطة

 

لم أكن في البدء غير وصل مرتبك
لملم الله نُثاره و خلق وردة / أعني جسدي
هكذا أحسستُني في رحم أمي
حينما كان صوتها يئنُّ
و المدى مظلم
و أبي يبحث في القرآن
عن اسم يسترني .

في الليلة السابعة بعد مولدي
عثر عليه
و لم يعثر عليّ َ .

كنتُ في سراب ممدود
أحبو
و مثلما تكبر الأخطاء كبرتُ
هكذا وجدتني
لا أتقن غير بهاءِ الزلل .

و كتبتُ سرابي
حينما لمحتُ الهوّة
بيني و بين اسمي
و الغيم المدفون في جسدي
كان أكبر مني
لهذا خنتُ اسمي
و كتبتُ سرابي

لا لكي أثأر للوردة / أعني جسدي
و لا لكي أبرّر فطرتي
لأعرّي الفاءَ من نِقابها
و أخفّفَ من وطأة الطاء على الميم
و أفتح التاء تلالا على المجهول

و كتبتُ سرابي
حتى ركعتْ لي حانات الليل
و انتشت بمدادي
فإذا بي أزهو بزهور سمقت من هشيمي
ولم يكترث لها غير عربيد
قبّل رأسي و راح في الهزيع الأخير.

و كتبتُ سرابي .

فاطمة الزهراء بنيس