بشير مفتي : غرفة الذكريات
غرفة الذكريات ، للروائي بشير مفتي تصدر بالجزائر وبلبنان

صدرت أول أمس عن منشورات الاختلاف بالجزائر، منشورات ضفاف بلبنان ، رواية مفتي بشير الجديدة  تحت عنوان غرفة الذكريات في 232 صفحة من الحجم المتوسط. ومن المفروض أن تكون الرواية حاضرة بالمعرض الدولي للكتاب بالجزائر هذا العام

، من حي (طنجة خلف شارع العربي بن مهيدي، أو « لا رُوديزلي » كما بقينا ننطقه بالفرنسية، حيث تكتظ الفنادق الرخيصة مع مطاعم السردين المشوي والمقلي واللوبيا والحمص، والكسكس بالزبيب واللبن، وغيرها من المأكولات الشعبية التي تصلك روائحها وأنت تقترب من ذلك الحيّ الشعبي) الى الخمارة حيث (هذا الشعور الغريب بالانتماء إلى ناس مختلفين، ناس لا يربطهم بالحياة إلا خيط واهن كخيوط بيت العنكبوت، خيط سحري يجعلهم عبر الحانة يستعيدون أوهامهم الجميلة عن أنفسهم، ويسقطون عنهم الأوهام السوداء لغيرهم).تتوراد الأسئلة الوجودية الأكثر الحاحا بزخم أكثر هدوءا وإغراء مما ألفنا ، الأسئلة الوجودية الأكثر حضورا في الحياة وفي الوعي العميق والتي هي نفس الوقت الأكثر تغييبا على سطح المشهد

من غرفة الذكريات نقرأ :

لقد أدركت حتمًا أن الإنسان يمكنه أن يتحطم بسهولة ويسر. إن قوته الداخلية تنهار أمام الشدائد العنيفة، ومع ذلك سيظل يحلم حتى لو خفت بريق الحلم وتلاشى مع مرور الزمن، يظل يحلم بأبسط أشكال الحياة نزاهة وصدقًا مع النفس، لا شيء غير هذا. لكن بعض الأحيان تتجاوزه الحياة ويصبح فجأة عاجزًا عن إدراك جوهرها العميق، ويتوه في دوامة من الأسئلة التي لا يخرج منها بسهولة.

ربما يكون من الصعب تفسير حياة إنسان ببساطة، ويمكن أن نحكم عليه من خلال تصرفاته وأفعاله، ونقرر إن كان صالحًا أم سيئًا، لكن يظل الإنسان هو هذه التجربة المتعثرة دائمًا بين الخير والشر، والفضيلة والرذيلة. هو هذا الصراع الذي لا يتوقف بينه وبين نفسه، وفي كل مرة كنت أردد: إننا لا نستطيع أن نخرج من ذواتنا في النهاية، وإننا لا نبصر العالم والأشياء والآخرين إلا من خلال تلك العين الداخلية، التي هي حقيقتنا الوحيدة بنسبيتها وتشوهاتها وخيباتها وأحلامها المريرة.