عادل صياد
أن تكون شاعرا بحق ،، إكراما للشاعر المرحوم عادل صياد

الشاعر القدير بوزيد حرز الله يتولى نشر أعمال الشاعر المرحوم عادل صياد

كنت ممن حضروا جنازة الشاعر عادل صياد حين دفن شعره عام 2010 بحديقة بيت والده بمسقط رأسه بكارية ، القرية الجميلة المحاذية للشريط الحدوي مع تونس.
بعد ميتته الشريفة تلك، كان ينتشي بنصوص يضعها بحائطه على الفيسبوك، وينسبها لأشخاص مجهولين منَ المجانين والمشرّدين ، وكنتُ أعرف أنّه بصدد مرحلةٍ جديدة من الترميم، ومنَ الصراخِ بصوتٍ خافت، ويبدو أنّه سيفاجئ القراء، بطريقة عجيبة في الكتابة والمكاشفة والوضوح، فلقد صار صديقي شفافا من شدّة ما مات.
كنت أجمع تلك النصوص المتناثره على صفحته في السنوات الخمسة الأخيرة ، وتلك التي كانت تصلني منه على بريدي الخاص ، الى أن صار بحوزتي عدد هائل من القصائد .
قلت في نفسي : ماذا لو أعدت عادل الى الحياة ؟. اتصلت بالصديقة الرائعة الدكتورة فاطمة البودي صاحبة دار العين للنشر ، عرضت عليها موضوع نشر الديوان وشرحت لها الامر فكانت استجابتها بسرعة اكثر من الموت ، لتصلني اليوم صورة الغلاف وسيكون الديوان حاضرا بالمعرض الدولي للكتاب نهاية هذا الشهر .
شكرا مرة اخرى للاهتمام الذي توليه دار العين للكتاب الجزائريين ، وأرجو أن لا يغضب مني الصديق الشاعر الجميل عادل صياد ، فهو يعرف تصرفاتي الحمقاء .

بوزيد حرز الله

 

عدم انتصاري
لم يكن أبدا هزيمه..
عدم اعتناقي للديانات الجديدة والقديمه..

عدم انتمائي للقطيع
لم يكن يوما ليعني أنني ضد الجميع..

أنا مشفق حتى على من ـ صوروني جثة ـ
وتجمعوا حولي ليقتسموا الغنيمه..

ميت على قيد الفيسبوك
عدم احترامي للمواعيد النحيفة
واختياري للغياب
لم يكن إال…
ـ وهذا ما تبين الحقا ـ
إلعادة الترتيب..

عادل صياد

عادل صياد ظاهرة إنسانيةٌ وشعريةٌ، فمنذ مجيئه إلى المشهد الشعريّ الجزائريّ نهاية ثمانينيات القرن الماضي وبدايات تسعينياته، ظلّ يتميّز بصوت منفردٍ، وحضورٍ هو أقربُ إلى الغياب منه إلى التكلّس والثبات؛ ولهذا لم يستقرّ بمكان، ولم يعتبر نفسه يوما “شاعرا”، لكثرة انشغاله بتحطيم الأوثان، بما فيها “ذاته”، إلى أن قرّر ذات يوم في 20 مايو 2010، تحطيم أخر أوثانه “الشعر”؛ فأقام جنازةً بمسقط رأسه، ودفن كلّ دواوينه ومخطوطاته واستراح، مختتما مساره الشعريّ بديوانه المثير “أنا لست بخير”.
من ميتته الشريفة تلك، كان ينتشي بنصوص يضعها بحائطه على الفيسبوك، وينسبها لأشخاص مجهولين منَ المجانين والمشرّدين بمدينته الحدودية تبسة المجاورة لمدينة القصرين التونسية ، وكنتُ أعرف أنّه بصدد مرحلةٍ جديدة من الترميم، ومنَ الصراخِ بصوتٍ خافت، ويبدو أنّه سيفاجأُ مثل غيره من الشعراء وعموم القراء، بطريقة عجيبة في الكتابة والمكاشفة والوضوح، ولقد صار صديقي شفافا من شدّة ما مات، وهنا بالذات تكمن أهميةُ هذه الكتابة والتجربة.

بوزيد حرزالله شاعرمن الجزائر