أوديسة الممكنات: الرحلة الشعرية لرشيدة بلقاسم

أوديسة الممكنات هو الديوان الشعري الثاني لـ رشيدة بلقاسم، مؤلفة وشاعرة فرنكو مغربية، وقد صدر لها هذا الديوان خلال 2024 ضمن منشورات مندسات.
يتربع الديوان على ما يقارب 200 صفحة، تصاحب قصائده لوحات للفنانة نادية شلاوي.
تحاول رشيدة بلقاسم ربط عالمين يتجاذبانها؛ عبر ما خطّت من حنين إلى وطن الأجداد وما يكتنفه من سحر وإجابات، كما نجد في نص عنونته تيبائيد حيث تكشف عن بحثها عن تلك الجذور :
أبحث عن ذاكرتي
حيث يتمدد النسيان الغريب ويثمر في الحقيقة.
أنتظر نسيم الربيع في الفجر…
وتكثر في هذا الشقّ مفردات تستحضر هذا الوطن الذي يسكن روحها نحو: ذويّ، وشوشة الأسلاف، سماء واسعة…
وعالم ثقافة تشبعت بقيّمها كما نجده في باب التّذكر وهو الباب الثالث في هذه الأوديسا بعد إزهار، وقدر ، يتبعه التذكر، والأفول، والبعث.
حيث تجسّدت في لغتها ومفاهيمها، نتأكد من ذلك في تبنيها للأوديسة وأبطال الميثولوجيا الإغريقية : هيليوس، نبوءة بيثيا.. والعهد القديم والقداس لتجعل من ديوانها أوديسة للتعايش وتقبل الآخر والتعاطف نحو ما نقرأ في نصها البذرة:
المنبع
أن نصير منبعاً
للآخرين،
ولأنفسنا،
عندما يجفّ كلّ شيء فينا،
علينا أن نتجدد من الضروريّ
وجسب.
تدعونا هذه الأوديسا إلى الإبحار في عوالمها العجائبيّة بما تعدنا به من اكتشافات واقتسامات، أرادتها رشيدة بلقاسم دعوة للشعر والحب والأخوة الإنسانيّة.