كلمات

للإبداع والفكر، تصدر من باريس
ياسمين أوتوفيانغ :  في صمتي

أيّها الصمت، يا جنتي
آتي إليك، لأنك تهدئ روحي
في لحظات الأزمات، تشكّل مني سيدة
وتعتني داخلي بالنور، والشعلة.

أيّها الصمت، أنت سرابي
إنّ ما بيننا يتثير الأقاويل
فإننهم ينسبون إلينا علاقة رومانسية
لأن لحظاتي معك عجائبيّة.

أيّها الصمتي، يا ذاكرتي ودرعي
أحتفظ داخلي بلحظاتنا الجميلة
فأنت تهدئني، وتطمئنني، ولم تكذبني يوماً
تضعني وجها لوجه مع الحقائق
وتبقى معي لتساعدني على تخطيها.

أيّها الصمت، يا ملجأي الحنون
إنّي أغرق داخل أفكاري
فكل شيء هروب بجانبك
لديّ انطباع بأنّني أحلق
فكل شيء معك ما هو إلاّ جمال.

أيّها الصمت، يا موضع أسراري
كم تمتنع عن إفشائها
وتنصّب نفسك حافظ همومي
يافارس أحلامي.

أيّها الصمت، يا صديقي الوفي
يا من ترافقني في كل لحظة
أنت من يوحي لي المعاني الخفية لأحكامي
تدعمني، وتقف إلى جانبي في كلّ حين.

أيّها الصمت، يا دليلي المستنير
أنت من يريني الطريق الذي عليّ أن أسلك
في ليل خطاياي المظلم
أنت النور الذي يخلّصني.

أيّها الصمت، أنت نجاتي
أنت الخلاص في فوضى حياتي
بين يديك، أجدني، أخيرا، حرّة.
لأنّي بقربك أجد توازني.

أيّها الصمت، يا ملهمتي الوديعة
إنّك توحيي  لي كلمات عادلة  أنشرها
وروحي، كالنحلة
تمتصّ رحيق عجائبك.

أيّها الصمت، إنّك حليفي
تجعلني أتخلّى عن الشفقة
عندما تجرؤ ملائكة مخلوعة على استفزازي
تسلّحني بالشجاعة لمواجهتها
أنت الوداعة التي تنفخ صدري
في عاصفتي
لأنّني بفضلك، أستجمع قواي.

أيّها الصمت، أنت الإكسير
وترياق شفائي
إنّك تملأني بالسكينة
وتحررني من قلقي.

أنت طبيبي النّفسي
الذي يراقب حالتي العقلية
ويتأكد أنه لا شيء مكسور أو يستوجب الحذر
ويرافقني في كل حواراتي الداخليّة
وتشفي الجروح التي بدت أبدية

تؤدي دور الأم الحنون
في لحظات الفرح واليأس
أجدك هنا لتغمرني بالحنان.

آه أيّها الصمت، إنّني أنانية
أستبقيك قريبا منّي بلا تأنيب
فمعك، أشعر أنّني روح فنان
وألوذ بآفاقك الذهبيّة.

إذن، أيّها الصمت، ابق إلى جانبي
واسمح لي أن أحبك بلا هوادة
لأنّي معك، أعيش في سلام
وأن تكون دليلي فهذه مهمتك.

ياسمين أتوفيانغ

SOURCE :
Auteur :
Date :
Link :

Leave comment