كنصٍ أتعبه التأويل : عيسى قارف – عمر الأزمي
كنصٍ أتعبه التأويل
يُخيَّلُ للقارئِ أن لا ستْرَ وراءَ مِدادِ البَحْرِ
وَمِنْ بيضةِ وقتٍ بَيْنَ نَهارَيْنِ
قُبَيْلَ تمامِ الهِجْرَةِ
أعلى الوادي..
خَرَجتْ تبْحثُ عنْ أسماء لها:
بونه..بون.. هيبون.. عنابهْ..
من بيضةِ وَقْتٍ
بيْنَ نهارينِ بِلا ريشٍ..
خرجتْ كي يُحْبِلَها الضَّوْءُ الْـيَعْكِسهُ البحرُ،
فيولد أطفالُ الزرقةِ:
“أوغستين”..حسين .. سيف.. ولميس..
وَكَما يَصْدُفُ أن يلتذَّ مكانٌ بالوقتِ الذّاهِلِ
تمضي “بونَهْ” في لذتها
لا تعبأُ إلا بمزاج الشمسْ !
“بونهْ”..
شبابة راعي السّاعةِ
لا وقْتَ لتفقدَ زينتها..“بونهْ”
حادي الشّمْسِ
رواءُ الخاطرِ..
ميلُ الدَّهْرِ إلى التَّجْريدِ
“وبونهْ”
الأمرُ إذا شاعَ
البِكرُ إذا المرآةُ …***
وكنَصٍّ أتْعبهُ التَّأويلُ
فنامَ على الظّنِ
ترامتْ “بونَهْ”
“فَأَمِرُّوها كَما جاءَتْ”
“بونهْ”
جودِيُّ الهاربِ منْ طَيْشِ الحِكْمَة
يسترقُ النظرةَ من شرفة لوعتهِ
كي يرعى في النّاسِ
محبتهمْ !
ويزيدَ اللوعةَ لوعهْ !
“أوغستين..”
يصلي في محرابِ الغيبِ
وتُنجِبُهُ دمعَهْ !ابنُ الدموع *
مِنْ شُرْفَةِ المَلَكوتِ
أَرْهَفَ سَمْعَهْ
لِيُضيءَ لَيْلَ المُتْعَبينَ
كَشَمْعَهْ !وَأضاءَ حينَ أضاءَ
غابةَ روحهِ..
فرأى عَلى الورقِ المُبَلَّلِ
دَمْعَهْهو إِبْنُ هذا الدمعِ
يَحضِنُ لوْعةً
تخبو..
لِتُشْعِلَ في الجوارِحِ
لَوْعَهْ…هو مِنْ هناك ومِنْ هنا ،
والأرضُ لوْ شظّتْهُ
مرآةٌ
تحاولُ جَمْعَهْ …تعدو الخيولُ إلى الخيولِ،
ورُبّما
في لعنةِ الشطرنجِ
كان “الرُّقعَهْ” !ناولتُه كأسي
فكانَ كما أنا ..
ظمآن
يسكر قبلَ أوَّلِ جُرْعَهْ !وَرَقى المَكانَ بِدَمْعَتَيْنِ..
فَأَوْرَقتْ
عنابةٌ
أُنثى تُشاغبُ ضِلْعَهْ !
في لَيْلِهِ
التأويلُ قَبَّلَ خَدَّهُ..
يا ويحها
مِنْ قُبْلَةٍ
كَاللّسْعَهْ !جسدٌ
تكادُ يداهُ أن تتشابكا !
والوجهُ
كلُّ يدٍ تُحاولُ صَفْعَهْ !عنّابَةٌ
تَرْثِي يَنابيعَ الدِّماءِ*
وكلُّ ينبوعٍ
يُجَدِّدُ نَبْعَهْ..مِنْ “فاسَ”
أنّى سَار يَحْمِلُها..
كما حَمَلَ النخيلُ – لكيْ يُسافرَ –جِذْعَهْ !في بطنِ أُمِّي
عشتُ تسْعةَ أشهرٍ
وولدتُ أكبرَ من شهوري التِّسْعَهْ !لبنُ الرُّجوعِ*
كَرامَةُ الوَلَدِ
الذي عادَ الحنينُ بهِ
لأولِّ رَضْعَهْ !لَحْنُ الصَّليبِ
تَأَوُّهٌ
وَتَألُّهٌوَالقَلْبُ
– يَا أُمَّاهُ –
أَدْمَنَ رَجْعَهْ …لَحْنُ الصّليبِ
يُراقصُ الاَنَ الهلالَ
مَحَبَةً
والله يُرْهِفُ سَمْعَهْ !_____________
عيسى قارف – عمر الأزمي