غنــــاء : منيرة سعدة خلخال
مرفوعة إلى:
بلادي البعيدة..1-
لم يكن ذنبه
حين تساقط ظله
عن جفون العراء
وفاض من علاه
الجفاء2-
لم يكن ذنبه
حين تناثر حلمه
وانزوت البلاد بعيدةً
في فتوحات السماء3-
لم يكن ذنبه
حين تعثر وجده
بمومياء الغياب
ولم يكترث للذي بيد
الانحناء4-
لم يكن ذنبه
حين تجاسر ذنبه
وارتمى صاغرا
في حضن الكتاب
ألف وفاء
ألف وباء..5-
لم يكن ذنبه
أن رأى وطنا
من سمّ الوفاق
وارتعشت يمناه للفح السراب
حين توجّس بيسراه ما سوف يأتي
في غضون الرجاء6-
لم يكن ذنبه
أن رأى قمرا في أعالي الكلام
لم يتواطأ وسحر النظر
حين انتهى إلى الفراغ المنكمش
في تجاعيد الخواء7-
لم يكن ذنبه
إذ تغيب ورده
في شرود الفراشات
وانمحت صفاته والعبر
في ارتباكات الإماء8-
لم يكن ذنبه
إذ تحسس وجه الكتابة
بكف الشمس محفورا
لم يسأل عن تلاله المخطوفة
بجرم الحنين
وراح، مجنونا، يهتف:
يا نشيد الماء9-
لم يكن ذنبه
حين توسّد سهده
واستراح في عيون الرحل
أحجيات وحذاء..10-
لم يكن ذنبه
أن سما بالسؤال
عن السفوح وحول الحدود
بين الدروب وفوق الجسور
أبالهتاف أو الأرق
أبالأماني العذاب
أو خلف سياط الورق ؟11-
لم يكن ذنبه
في البلاد البعيدة،
أن نبضه الفسيفساء بالخوف دفق
وللوردة في الخاطر، سره،
لا زال يدق
لم يكن ذنبه،
قصده،
لم يكنه الهباء12-
لم يكن ذنبه
أن آمن بالـــ” قسم.. “1
وصدّق بما وقر في أرض القلب
من إذا الشعب يوما صدق
وأغدق بالصبر على سلام الدماء13-
لم يكن ذنبه
ومن فرط غربته
أوغل في البكاء14-
هذه بعض سيرته
لم يكن ذنبه
أن تجسد حتفه
في اشتباكات هذا الغناءقسم: إشارة إلى النشيد الوطني الجزائري “قسما”
غنــــاء : منيرة سعدة خلخال