زلزال في بيتنا
لم أكن قد نمت بعد، فكعادتي، كان الأرق رفيقي طوال الليل.
تعبت من الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر فانسحبت إلى فراشي أشاهد التلفزيون والصداع يشتد وكان بي دوار شديد.
وما هي ألا دقائق معدودات حتى كان البيت يهتز هزا قويا يصاحبه صوت رهيب ، عرفت من خلاله أنه الزلزال !
سمعت جلبة الناس وصياحهم في سلم البناية وفي الشارع.
خفت مثل كل الناس أكيد، لكن بلاهة ما ركبتني وشدتني بالبيت وقد كنت وحدي ، فقمت وأعددت قهوة وأنا أكرر الشهادتين وأستغفر الله.
عدلت عن شرب القهوة ورحت ارتديت ملابسي وحذائي وحملت حقيبتي التي بها أوراقي الثبوتية وهاتفي.
أغلقت الحاسوب وجهاز التلفزيون و الغاز وعداد الكهرباء وسخان الدوش لمزيد من الاحتياط من أي كارثة يمكن أن تحصل.
وأنا أهم بالخروج ، اتصلت أختي الصغرى تأمرني بمغادرة البيت فورا واللجوء إلى بيت أهلي لأن مسكننا أرضي والخطر فيه أقل من العمارة !
طلبت منها ألا تقلق وألا تفزع وألا تنسى وراءها ابنتها ذات السنتين إذا ما تكررت الهزات.
فكرت في كل أهلي وأسرتي وأصدقائي وأنا أستعيد ذكريات زلزال عام 2003 المقيتة.
خرجت للشارع وجلست مع الجالسين لا أحدث أحدا.
وبعد أن عاد إلي “رشدي”، قمت بعدة اتصالات هاتفية للاطمئنان.
فكرت كثيرا في أهل غزة والزلزال العدواني الذي يعيشونه كل يوم وكل ليلة من 3 أسابيع.
فكرت كثيرا في هول القيامة.
ما لفت انتباهي هو وصول سيارات الحماية المدنية التي كانت تدور من حي إلى آخر للاطمئنان على الناس .
بقيت بالشارع حوالي 20 دقيقة، ثم رن هاتف برأسي – يا إما أنا كاميكاز وإما أنا مجنونة- أن عودي للبيت ونامي.
وفعلا ، عدت للبيت ونمت إلى غاية اللحظة، قمت وأعددت قهوة ، وها أنا أمام حاسوبي !
رحماك يا رب !