وأنا عائدة من العمل هذا المساء، ركبت سيارة أجرة كالعادة. سارت السيارة بضعة أمتار، ثم رن هاتف السائق، وراح يرد وهو يرتعش فرحا وسعادة إلى درجة أن وقع الهاتف من يده. كان يتحدث بلغة فرنسية ركيكة جدا وبصوت مرتفع جدا تتخلله ضحكات عالية، تنم عن سعادة كبرى. لم أفهم من مكالمته سوى أنه سعيد وأنه بعد أسبوعين سيكون “هناك” وأنه يقبلها ويقبل ابنه كثيرا. بعد انتهاء المكالمة، التفت إليّ وسألني وهو يكاد يطير من الفرح : ” هل عرفت من هي ؟” قلت : لا، ولست مجبرا على إخباري ! -هذي واحده ألمانية، تعرفت عليها في الانترنت، جات زارتني هنا في البلاد. – الله يبارك. -تعرفي واش تخدم ؟ – خير ؟ – عندها دكتورة في السوسيولوجي، وتقرّي – يعني تدرّس- بالجامعه في المانيا. – ممتاز – راني رايح ليها على زوج سمانات. رايحين نتزوجو ثمة ونقعد عندها. -الله يبارك خويا -تعرفي، درت معاها كونيسانس – يعني تعرفت عليها – في الأنترنت ودارت النية وجات عندي. راها قالت لي بلي جابت مني طفل يشبهها. – أمممممممممم.. ربي يسعدكم -الله يسلمك اختي. نقولك الصح، هذوا هما النساء تع الصح، ماشي كما لمقملين نتاوعنا ، حاشا اللي ميستهلوش . ( اقول لك الحقيقة، تلك هنّ النساء الحقيقيات وليس نسواننا ” المقملات” – من القمل هههه -). – معلش نسقسيك ؟ – هيه، سقسي على روحك – هي أستاذة جامعية، صح ؟ -هيه صح – وأنت، ما هو مستواك ؟ – أنا وزير. واش حبيتيني نكون ؟ راكي راكبة معايا تاكسي ، لالا ؟ -اسفة، انس سؤالي -شفت يا اختي الفرق بين النساء تاع لروب – اوروبا- وتاوعنا ؟ راكي ثم ثم تسقسي على مستواي. هي والو، اعجبتها وجات عندي واحبتني وراني رايح لعندها نتزوج بيها . ديجا راني متوحش نشوف وليدي استمررت في صمتي وأنا أفكر : لو أحبته جزائرية وسلمت له نفسها وحملت منه قبل الزواج، هل كان ليتزوجها ويتحدث عنها بكل ذلك الاعجاب وكل تلك السعادة ؟ طبعا لا ! لو حصل، كان تركها وحيدة تصارع مصيرها ومصير ابنهما، ووحشية المجتمع اتجاه ما اقترفته من “حبّ”. لو حصل ، كانت القصة ستروى هكذا : “عرفت واحد العاهرة الفاجرة الفاسقة – خجلت من أن أستعمل المصطلح المعروف – سلمتني نفسها بسهولة، ثم جاءت تريد أن تقنعني أنها حملت مني ! من يدري ؟ فكما سلمتني نفسها، فأكيد أنها سلمت نفسها لغيري. والوقاحة أنها تريدني أن أتزوجها بنت الكلب ! “.. تنهدت وقلت في نفسي : الله يداوي ما خلق !