مسرعةً…
تندفع الأوراق إلى سراديب الفراغ
هنا الخريف
تراكم اللّاشيئ في القشعريرة
لا شيئ يستحق أن أنفذ لأجله في خلجان الخوف
لا شيئ ينبغي له أن يحصرني في بقعة ضوء
أنا الظلام الدّامس في العمق
لا شيئ…لا شيئ
الآن يحقّ لي أيضا أن أستهزئ بالضّياع
ناسكا في أناي يستمسك بعرى النسيان
سأضلّه إلى فناء الأضداد في أساطير الغراب
وأبعث من جناح البعوضة قلق السؤال.
هنا الخريف
وتسرع اللهفة تلقف لحنا في الآفاق
هل للخريف لحن
غيرحفيف تهزمه الطرقات الصّماء؟
خطوتي الصّماء البكماء يستفزّها عته الآذان
تنكسر في اللاجدوى…بلا جدوى.
أيّهاالمسافر وحدك إلى السّراديب وما معك غير المتاهة
دونك أبقى أمتحن أسئلة الخراب
وأبني هيكل الكلام من ردم الضّياع.
هنا الخريف
وحفيف أوراق يقتاتها نصّ بنفس عسير
ضجّة….كركره..
العمر ليس أصمّا
غير مشفق على دنيا….يتهيّؤ للرّحيل.
نص : الهام بورابة