كلمات

للإبداع والفكر، تصدر من باريس
الشاعر  عمار مرياش يحيي الربيع الشعري بجامعة السوربون بباريس

أحيا الشاعر الجزائري عمار مرياش ،بجامعة السوربون بباريس مساء الخميس 20 مارس 2014

أمسية شعرية في مكتبة هنري ماسي بدعوة من جمعية سماح
وذلك احتفالاً بالرّبيع الشعري وبصدور ديوانه الجديد المعنون  : لا يا أستاذ

بدأ الشاعر الأمسية بقراءة مقتطفات من ديوانه الحبشة:

عندما كنا صغيرين لعبنا وحلمنا
وبنينا دويرتنا قرب نبع الجزيرة
ومع الأيام لم ندر لماذا
كبرت كل الدويرات
وأضحت شققا فاخرة
إلا دويرتنا
لم تزل بعد صغيرة

عندما كنا صغيرين تعاهدنا على الحب
تعاهدنا على الصدق
تعاهدنا على كل الحقيقة
ومع الأيام لم ندر لماذا
أنت أصبحت عرافة الحي
وأصبحت أنا شيخ الطريقة

ثم عرج الشاعر إلى قراءة قصائد من ديوانه الجديد : لا يا أستاذ

لا يا أستاذ
الشاعر لا يحسن شيئا في التعبير
الشاعر يحيا
ويعبر عندالعجز المطلق بالكلمات
فالشعر حياة
والشاعر ليس كبيرا
الشاعر متسع في الأنوات
لكن أحيانا حين يضيق الشاعر
تكبر في عينيه الذات

لا يا أستاذ
أنت تطالبني بالحفظ
وإني أحفظ كالببغاء ولا أفهم
أنت تعلمني الأسماء فأنسى
أرني الأشياء ودعني أتعلم
من أحرق روما نيرون أم الإسكندر لا يعنيني
قد يعني الرومان
وقد لا يعني أحدا أبدا
ما يعنيني لو يعنيني
كيف أعامل روما الآن

لا يا أستاذ
السمراوات البيضاوات الشقراوات
الريفيات الحضريات الغجريات
كل نساء الأرض عفيفات
كل نساء الأرض جميلات
كل نساء الأرض
تأمل نفسك في المرآة
لا يا أستاذ

وأنهى الشاعر جلسة القراءة بقصائد من ديوانه « إكتشاف العادي  » هذا الأخير الذي اعتبره النقاد حين صدوره،  نقلة نوعية في تاريخ الشعر العربي المعاصر؛ لما تخلله من تغيير في البنية اللغوية والتقنية وحتى المعنوية للقصيدة العربية ،فاكتشاف العادي ديوان السهل الممتنع مفرداته متداولة، وأفكاره تبدو واضحة ولغته بسيطة و عصرية لا تحكمها عناصر الطبيعة (العشب .الصحراء،البحر، الخيل …..) ديوان أراد له الشاعر  أن يوصل لنا من خلاله،  رسالة السلم اوالتسامح مع الذات ومع الآخر بلغة جديدة و متمكنة

حدق في مرآتك تدركني
أنا أنت
تأملني في صفحات النون الهادىء
اسمعني حين تكون وحيدا في الليل
تعلم مني الوهم وعلمني الحكمة
أنت حبيبي
وأنا عبدك
قبلني، في شفتي محبوبك
خض عروقي تتفتح زهرتك الأبدية
أنت المفرد والمتعدد
أنت السائل والواهب
أنت المفرح والمحزن
أنت النسبي المطلق والعدمي
ولست سواك
كلانا الآية والمرآة.

بالإضافة إلى الكتابة تظهر موهبة عمار مرياش  الكبيرة في الإلقاء تجعله يتغلغل في أعماق القصيدة بسلاسة توصلها إلى المتلقي بمصداقية خارقة، وهو ما سه<ل تفاعل الجمهور مع قصائده، فقد حضر الأمسية مجموعة من الأساتذة والطلبة، ونخبة من المثقفين نذكر منهم الكاتب المصري أحمد الشيخ، والروائي الجزائريّ عمارة لخوص والمخرج الكبير محمد الزاوي .الكل تفاعل وشارك في الندوة التي نشطها الشاعر بعد الإنتهاء من
القراءة التي نبضت بالشعر وقوافيه العربيّة في قلب باريس الربيعيّ.

SOURCE :
Auteur :
Date :
Link :

Leave comment