كلمات

للإبداع والفكر، تصدر من باريس
رواية وشم وحيد لسعد القرش

كيف يعيشُ الأب رافضا الزواج بعد موت زوجته قانعاً بالابن الوحيد هذا ما لم أستوعبه في  واقعي واستوعبته من خلال إعادة قراءتي اليوم لرواية « وشم وحيد  » للصديق العزيز الأنيق المُنمَقِ كقصيدة شعر » الروائي سعد القرش من مصر« .

كيف لم أتعلم  هذا وغيره عام 2014 لما قرأت الرواية أول مرة عندما أهداني إياها سعد أثناء لقاءنا بوهران في إطار فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي؟

المهم،تعلمت من وحيد بطل رواية هذا العمل المدهش معنى أن يُجفِف دمُوعك الغبار لا قلب إنسان ،وكيف يضطرُك قهرُ إنسان مثلك إلى الهروب حتى بجثه من تُحب ،ومعنى أن يحتفظ الرجل ببقيةِ كبرياء!  لأسباب لا يُقدِرها إلا هو …

أدهشني بحث وحيد عن قبر ليدفن فيه جثة والده بعدما هربها ،غريبة دنيانا يسلبُون منا الحق في الحياة والحق في قبر يعني حتى الحق في الممات وفوقها يمنعون الناس من تقديم العزاء لك …أيعني هذا انه اليوم يجب أن نقدم تهاني الدفن بدل التعازي!؟ أيعني أننا محظوظون لأننا نحمل جثة أحبابنا ونُغَسلها وندفنها في مكان اسمه مقبرة يحوي !

فجأة،قررت أن أقطع قراءتي وأتصل بسعد القرش وأسأله هل فعلا أن ما حدث لوحيد كان يحدث بمشروع حفر القناة ؟هل فعلا أنه حتى من يموت لا يُغسل ولا يُكفن  ولا قبر له ؟وحدها الطيور والكلاب في تلك الفترة  من كانت سعيدة لأنها تجد ما تحيا به! والأكثر من هذا هل كل من يموت فوق هذه الأرض له الحق في قبر اليوم ؟؟

العمال اللذين كانوا يريدون إيصال الماء كانوا يعانون من العطش ويضربون بالكأس ولا يأكلون إلا الخبز والبصل ومنهم من مات بالطاعون حتى الكثيرون كانوا يفقدون أجرتهم لأي سبب وبالتالي يخسرون الأجر والعمر ولم يُعرف لهُم قبر كما جاء في الصفحة 16 من هذا العمل.

أغلقت الكتاب فورا بعد هذه الصفحة وانأ ألان أقرأُ كتُبا أخرى في التاريخ عن كل ما ارتبط بالإنسان الذي أنجز قناة السويس ..يعني دفعني الأدب للتاريخ، فمن قال أن الأدب لا يخدم التاريخ والعكس؟

شكرا لوحيد بطل وراية وشم وحيد لسعد القرش

زهرة مبارك

SOURCE :
Auteur :
Date :
Link :

Leave comment