دعاء شخصي عبد العزيز غرمول غرمول

يا الله..
يا إلهي…
ساريا إليك في هذا الليل البهيم، وحيدا في طريقي إليك، مستوحشا في غربتي وخطاياي، شاردا في مناكب الدنيا والدين، يائسا إلا من رحمتك، شقيا إلا من تيسيرك لليسرى بفضلك…
إلهي
جئتك عاريا من مشاغل الدنيا إلى مشغلك العظيم، حافيا من طرقات الدنيا الى طريقك المستقيم، جائعا من مطامع الحياة الى مطعمك الكريم…
جئتك باحثا عن لباس التقوى، وغذاء الرحمة، وطريق الخلاص…
جئتك راكعا، يا الله، تحت قوائم عرشك، ساجدا في بهو ملكوتك، مصليا لصمدك، متوسلا كرمك لتشملني برضاك وعفوك…
إلهي… ماذا يقول من عظمت ذنوبه، وجلت عيوبه، وتجلّى تيهه عن طريقك المستقيم؟.. ماذا يقول من ألهَتْه الدنيا عن دينك وديدنك، ومن شغلته أفكار البشر عن التفكير في هداك، ومن سهت به الحياة بدناءتها وشهواتها في طريق الضلال، وضلت به سبلها في متاع غرورها… ماذا يقول الحائر بين الطرق، والشقي بين الفرق، والغارق بين من غرق؟..
إلهي، ليس لي سوى أمل واحد أن تكون رحمتك التي وسعت كل شيء تسع شقاوتي، ، وكرمك الذي لا حد له يشملني فيمن أكرمت، وأنت الناعم تحصيني فيمن أحصيته بنعمك التي لا تحصى…
إلهي…
جئتك يتيما فآويتني، ووجدتني ضالا فهديتني، ووجدتني عائلا فأغنيتني،، شرحت لي صدري، ويسرت لي أمري، ووضعت عني وزري الذي أنقض ظهري، ورفعت لي ذكري، ووعدتني أن مع العسر يسرا، أن مع العسر يسرا… وقلت » ولسوف يعطيك ربك فترضى »… وها أنا على وصيتك « فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب »… راغبا ومتفرغا لتوسل رضاك، وبنعمتك يا ربي أتحدث…
الشكر والحمد لك.
عبد العزيز غرمول