انثى الجدار : سامية بن عسو
فضّت عرش الصمت
وملوك النمل
صمت النهار
طلقة ضلت صوبها
فتصدعت ليد من غبار
طين تشظى أطرافه
وطفل يختبئ في شقوق الجدار !
أفقتُ على غير العادة
أفقتُ وأنا أتطلع
على وجهي الذي ما كنت أراه
أفقت ، أجسّ نبض خطيئتي ،
التي سببها ضجر الحائط
،،،وصداع الجدار
عند ساق السنبلة
تحت ضئلة الضوء
في جبة الظل ،فراشة من نار
تلبس قميصا من صخب ،
وتراقص وراء الجدار
أنتظره ،،،البيت طويلا
جلس على الأريكة ،
شغل المقعد بضعة أعوام
مال على النافذة
أستقام في الشرفة قليلا
دقق في الشارع
ولا أحد هنا يدق شفتي
، وحده الأسمنت يمتثل أمامي
البيت لا يزال نائما
في زاويتي ، وأنا أغصّ
حتى ينحني الحائط وجهي
فأَغمرُ الجدار !
يطلي وجهه كفتاة عاشقة
ينزع عنه كثرا من الرتابة
وقيلا من الغبار
جدار خلع قميصه
ما أغراني ، لكنه دقّ أعشاش النّار
أحبه لذلك أرقبه كثيرا
من وراء ستار
ذكر حائط يخونني كلما أسدل الليل رداءه
يغار أنثى الجدار
،ومتى يبقى واقفا
متى ينهار
عقل الجدار
سامية بن عسو