“القاهرة الصغيرة” عنوان لرواية جميلة للكاتب الجزائري عمارة لخوص ,تطرق هذا العمل إلى مشاكل الجالية العربية والمسلمة المتواجدة بأوروبا وإيطاليا بالتحديد ,ومدى تأقلم هذه الشعوب المهاجرة مع المجتمعات التي هاجرت إليها وإلى أي حد يمكنها التأثر والتأثير والتعايش داخل هذا المزيج الإنساني باختلافه الجنسي والعرقي والديني والحضاري. (القاهرة الصغيرة ) رواية تعري نظرة الفكر الغربي المتحضر للفرد العربي والمسلم واعتباره كائن يهدد استقرار وأمن المجتمع الأوروبي ..في هذه الرواية تطرق كذلك إلى معاناة المهاجر في بلاد الغرب وكيف يكافح ويعاني ليحصل على رزقه ويبعث به إلى وطنه ليساعد أهله هناك على ظروفهم الصعبة,ويتظاهر رغم ئؤسه بالثراء أمامهم. . يروي لنا الكاتب في (القاهرة الصغيرة ) قصة كريستيان شاب إيطالي بملامح عربية يجيد اللغة العربية وخاصة اللهجة التونسية ,استعملته المخابرات الإيطالية كجاسوس ودسته داخل حي ماركوني بروما الذي تقطنه الجالية المهاجرة العربية وغيرها ,وأوهموه أنهم يبحثون عن شبكة إرهابية تخطط لعمليات تفجير داخل إيطاليا .وهنا يتقمص شخصية عيسى التونسي ويتحول إلى شاب يغسل الصحون ويقيم في بيت مشترك وتبدأ حبكة الرواية بين التجسس والحب وتشابك علاقات أخرى أهمها إعجابه بالشابة المصرية صوفيا. لغة الرواية كانت بسيطة وسلسة حيث نجح الكاتب في التلاعب بين مفردات اللهجات المصرية والتونسية و والإيطالية احيانا و بطريقة ذكية . كما أوهمنا في بداية الرواية ببطئ الوتير واستقرارها إلى أن جاء عنصر التشويق بعد ذلك حتى اخر الرواية. القاهرة الصغيرة هي ثالث عمل أدبي للجزائري عمارة لخوص،بعد “البق والقرصان”و”كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك” . عمارة لخوص هو كاتب جزائري مقيم بإيطاليا منذ 1995 ويكتب باللغتين العربية والإيطالية .من مواليد الجزائر العاصمة عام 1970، تخرج من معهد الفلسفة بجامعة الجزائر عام 1994 ثم هاجر إلى إيطاليا للدراسة أين تحصل على على الدكتوراه في تخصص الأنثروبولوجيا بجامعة روما .نشر روايته الأولى « البق والقرصان » باللغتين العربية والإيطالية عام 1999 ثم صدرت روايته الثانية « كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك » في الجزائر عام 2003 (منشورات الاختلاف) والطبعة الثانية في بيروت (بالاشتراك مع دار العربية للعلوم). أعاد كتابة هذه الرواية بالإيطالية ونشرت عام 2006 ونالت نجاحا كبيرا، إذ ترجمت إلى الفرنسية والانجليزية والهولندية والألمانية والإسبانية واليابانية كما تم تحويلها إلى فيلم سينمائي من إخراج إيزوطا توزو عام 2010 ,تحصل لخوص على عدة جوائز أهمها : جائزة فلايانو الأدبية الدولية عام 2006، إضافة إلى جائزة المكتبيين الجزائريين عام 2008 .